تناولت في الجزء الأول من هذا الموضوع (رحلة إلى جورجيا وأوكرانيا: الجزء الأول) رحلتي إلى جورجيا، وفي هذا الجزء سأتناول رحلتي إلى أوكرانيا.

أوكرانيا

هي ثاني أكبر دولة مساحةً في أوروبا (بعد فرنسا)، عاصمتها كييف، وكانت احدى جمهوريات الإتحاد السوفيتي.

 

نظرة عامة

في أيام الإتحاد السوفيتي، كانت أوكرانيا تعتبر ثاني أهم جمهورية سوفيتية بعد روسيا، حيث أنها تتمتع بالصناعة والزراعة والأيدي العاملة. ولا تزال حتى يومنا هذا، فهي تصنع الباصات والشاحنات والدبابات، وحتى الطائرات، فهي تملك شركة انتونوف للطائرات. ولكن بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، واستقلال أوكرانيا، دخلت كبقية جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق في أزمات اقتصادية كبيرة وتضخم، وهجرة عكسية.

 

استمرت الأزمات حتى ٢٠٠٤ حين قامت الثورة البرتقالية، وهي ثورة سلمية تطالب بمحاربة الفساد ووق تدخل روسيا في إدارة شؤون البلاد وإنشاء ديمقراطية حرة والتوجه نحو الإتحاد الأوروبي. وبعد نجاح الثورة (جزئياً)، تحسن الوضع تدريجياً في البلاد. وفي ٢٠١٣ خرجت ثورة أخرى ضد الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا والذي كان يرفض التقارب مع الإتحاد الأوروبي، بينما كان الشعب يرغب في هذا التقارب، وحدثت أحداث كثيرة، حتى هرب الرئيس في ٢٠١٤ إلى روسيا، فدخلت القوات الروسية إلى إقليم شبيه جزيرة القرم، وقرر أهل الإقليم الإنفصال عن أوكرانيا، وهو ما حدث. هذه الأحداث أثرت كثيراً على الاقتصاد، وخصوصاً السياحة، حيث وصل عدد السياح الآن إلى نصف ماكانوا عليه قبل هذه الأحداث. وهناك اقليم في اوكرانيا تتنازع فيه السلطة مع روسيا، ولذلك فهم يعتبرون أنفسهم في حالة حرب الآن مع روسيا، وإن كانت حرب محدودة.

اللغة

اللغة الأوكرانية هي اللغة الرسمية للبلاد، وهي شبيهة باللغة الروسية، وفي المطاعم والأماكن السياحية ستجد شخصاً أو شخصين يتحدثون الإنجليزية بشكل بسيط.

العملة

عملة أوكرانيا تسمى جريفنا، وفي وقت سفري كان الريال القطري يساوي ٧ جريفنا.

السياحة

وصل عدد السياح الى ذروته خلال عام ٢٠١٣، حيث زار أوكرانيا ٢٤،٧ مليون سائح. ولكن بسبب اضطرابات الثورة، انخفض عدد السياح بنسبة ٥٠٪ في ٢٠١٤، وفي ٢٠١٦ كان السياح ١٣.٣ مليون سائح.

التأشيرة

مواطني دول مجلس التعاون يجب أن يستخرجوا تأشيرة دخول لأوكرانيا، وهناك طريقتين:

1. عن طريق السفارة، وتستطيع طلب تأشيرة دخول متعدد لمدة ٩٠ يوماً في كل مرة
2. عند الوصول للمطار، وهي للدخول لمرة واحدة لمدة ١٥ يوماً

وقد استخرجت التأشيرة عند وصولي لمطار كييف، وكنت الوحيد في مكتب استخراج التأشيرات، واستغرق الموظف نصف ساعة لإستخراج التأشيرة، وكانت تكلفة التأشيرة ١٠٣ دولار أمريكي.

الطيران

تسير عدة شركات رحلات مباشرة من الخليج إلى أوكرانيا، بما فيها الخطوط الجوية القطرية، والتي تسير رحلات مباشرة بدون توقف من الدوحة إلى العاصمة كييف. ولكني كنت قادماً من جورجيا، لذلك جئت عن طريق الخطوط الجوية الجورجية، كما ذكرت في الجزء الأول.

المواصلات

أفضل وسيلة مواصلات في أوكرانيا هي التاكسي. المواصلات العامة مكتظة وقديمة، ومن الصعب أن تجد من يدلك على رقم الباص أو المترو المناسب لرحلتك، نظراً لحاجز اللغة.

وقد وجدت ان إيقاف التاكسي من الشارع قد يكلفك الكثير، لأن بعض سائقي التاكسي لا يلتزم بالعداد، وإنما عليك التفاوض معه على السعر. لذلك فأفضل طريقة للتاكسي هي عن طريق برامج التاكسي.

ومن أشهر البرامج في أوكرانيا هو برنامج Uklon، وهو برنامج محلي مميز (اوكرانيا تعتبر رابع أكثر دولة في العالم في عدد محترفي تكنولوجيا المعلومات، بعد الولايات المتحدة والهند وروسيا).

بالإضافة إلى برنامج Uber العالمي، ولكنه أقل استخداماً في أوكرانيا، لذلك فعدد السيارات أقل من البرنامج المحلي، مما يعني أن مدة الإنتظار لوصول التاكسي قد تكون أطول.

الانترنت والإتصالات

اشتريت بطاقة جوال من شركة Lifecell، سعر البطاقة ٦٠ جريفنا، واخذت باقة بسعر ٤٠٠ جريفنا بها ١٥ جيجا بايت، بالإضافة لدقائق ورسائل نصية قصيرة للاستخدام المحلي.

الانترنت في هذه الشركة سرعتها متوسطة، حيث أنها لاتزال تستخدم تقنية 3G. ولكني عرفت من المقيمين هناك أنها تعتبر أفضل شركة في أوكرانيا والأكثر انتشاراً.

الفنادق والمطاعم والمقاهي تقدم انترنت لاسلكي مجاني، ولكنه بسرعة متوسطة ايضاً.

خطة الرحلة

كما ذكرت في الجزء الأول، فإن خطة الرحلة في أوكرنيا كالتالي:

1. الإقامة لمدة ٣ ليالي في العاصمة كييف
2. الإقامة لمدة ٣ ليالي في مدينة اوديسا

كييف

السكن

سكنت في فندق Khreschatyk، وهو فندق ٤ نجوم يقع في موقع مميز وسط المدينة على شارع حيوي يحمل نفس الإسم. وكان سعر الغرفة ٤٦٠ ريال في اللية.

 

 

 

 

 

 

 

 

الأماكن السياحية

اليوم الأول

جولة في المدينة بالباص السياحي

بالقرب من الفندق، وبالتحديد في ساحة أوروبا، ينطلق باص بطابقين في جولة حول أهم معالم المدينة، تستغرق الجولة ساعة ونصف، ولا تستطيع التوقف والنزول من الباص حتى نهاية الجولة.

 

جولة مشياً على الأقدام

من أفضل الطرق لإكتشاف المدينة هي بالتجول راجلاً، سيتيح لك المشي مشاهدة معالم المدينة بشكل أفضل، والإلتقاء بالناس.

اليوم الثاني

زيارة مفاعل تيشرنويل

في السبعينات من القرن الماضي قرر الإتحاد السوفيتي منافسة الولايات المتحدة في الطاقة النووية، وقرروا بناء أكبر وأحدث مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية في العالم، بدأ البناء في عام ١٩٧٠، وتم افتتاح المرحلة الأولى عام ١٩٧٧ بجانب مدينة تشيرنوبل، وعلى بعد ١٣٥ كيلومتراً من العاصمة كييف. وقاموا أيضاً ببناء مدينة للموظفين اسمها بربيات، وكان الهدف منها أن تكون مدينة نموذجية تستقطب أذكى وأفضل العلماء والمهندسين والموظفين، فكانت المدينة تحتوي على ملاعب ومدارس ومستشفيات ومراكز ترفيهية، والشوارع مصممة على أحدث وأجمل طراز، وأماكن مخصصة للمشي والتنزه وملاعب رياضية. وكان ذلك غريباً على المدن الشيوعية التي عادة ما تفتقر للكثير من الخدمات. بل وصل الأمر أن رواتب العاملين هنا كانت أعلى من غيرهم، وهو ما يتنافى أساساً مع قواعد الشيوعية التي تساوي بين الموظفين!. كانت المكان التي يحلم بها أي شخص في الإتحاد السوفيتي السوفيتي.

ولكن في ٢٦ ابريل ١٩٨٦، انفجر المفاعل رقم ٤، مما أدى لتسرب الإشعاعات النووية، والذي كان أسوأ كارثة نووية في التاريخ. وكعادة الدول البوليسية، تكتم الإتحاد السوفيتي على الحادثة لعدة أيام، حتى كشفها علماء من السويد، وحذروا العالم منها.

طُلب من العائلات في بربيات إخلاء المدينة، وأخبروهم أن الإخلاء سيكون لفترة مؤقتة، وأنهم سيعودون لمنازلهم بعد ثلاثة أيام فقط، ولكنهم لم يعودوا لمنازلهم أبداً بسبب الإشعاعات. لذلك لم يأخذوا معهم جميع أغراضهم، فستجد الألعاب والملابس لاتزال موجودة.

للذهاب إلى تشيرنوبل عليك التنسيق مع أحد الشركات المصرحة. وقد حجزت الجولة مع شركة SoloEast Travel، وهي تقدم جولات اما عن طريق الباص، مشتركة مع أشخاص آخرين، أو جولة خاصة بسيارة. وقد اخترت الجولة الخاصة، وذلك حتى لا أتقيد مع توقيت الباص، والذي يبدأ الساعة ٧:٣٠ صباحاً وتستمر حتى ٧:٣٠ مساءً، بينما عندما طلبت الجولة الخاصة، طلبت منهم أن تبدأ الجولة الساعة ١٠:٣٠ صباحاً، واستمرت حتى الثامنة مساء. وكانت تكلفة الشخص الواحد ١٨٠ دولاراً أمريكياً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زيارة تشيرنوبل أعتبره أهم نشاط تقوم به في كييف، وهو آمن، ولا يوجد أي خوف من الإشعاعات. فقط عليك اتباع تعليمات المرشد حرفياً.

وفي المساء ذهبنا لتناول العشاء في مطعم اوكراني جميل يسمى Korchma Taras Bulba وما يميزه هو الديكورات والأجواء الفلكورية التي يجعلك تعيشها.

اليوم الثالث

السفر إلى اوديسا

هناك شركتي طيران تسير رحلات مباشرة بدون توقف بين كييف واوديسا وهما شركة Motor Sich ذات الطائرات المروحية، وكذلك شركة الخطوط الدولية الأوكرانية، وقد اخترت السفر عن طريق الخطوط الدولية الأوكرانية، ومدة الرحلة ساعة واحدة، وسعر التذكرة حوالي ٦٤٠ ريال للشخص من كييف الى اوديسا والعودة. وهي تشمل حقيبة واحدة وزنها ٢٣ كيلوجرام، وتستطيع اختيار مكان المقعد مجاناً. والطائرة مريحة والمقاعد مناسبة.

أوديسا

مدينة ساحلية، تشتهر بالسياح من أنحاء أوكرانيا وأوروبا.

السكن

سكنت في فندق Gagarinn وهو فندق ٤ نجوم يقع في حي أكاديا، وهو حي مشهور في اوديسا. وسعر الغرفة ٢٧٥ ريال في الليلة.

 

الأماكن السياحية

 

اليوم الأول

في هذا اليوم استمتعنا بشواطئ المدينة. تستطيع زيارة أحد نوادي الشواطئ الفاخرة، أو الشواطئ العامة.

 

 

 

 

 

 

 

اليوم الثاني

زيارة وسط المدينة، وهو مكان جميل يبعد عن أكاديا حوالي ١٠ دقائق بالسيارة. في وسط المدينة هناك عدة شوارع رئيسية، منها بعض الشوارع المخصصة للمشاة فقط، وبها الكثير من المحلات والمطاعم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اليوم الأخير

في هذا اليوم سافرنا بالطائرة عن طريق الخطوط الدولية الأوكرانية إلى كييف، ومن هناك كانت رحلة العودة إلى الدوحة عن طريق الخطوط الجوية القطرية.

 

 

ملاحظات ومشاهدات

المزايا

• رخص التكاليف: الأسعار رخصية في أوكرانيا نظراً لتدني سعر العملة مقابل الدولار (قبل عدة سنوات كان الدولار يساري ٨ جريفنا، بينما الان الدولار يساوي ٢٥ جريفنا)، لذلك فقد تكلفك وجبة عشاء في مطعم فاخر ٥٠ ريالاً فقط، و ٢٠ ريالاً في مطعم متوسط. وكذلك المواصلات، فلا تزيد في العادة عن ١٠ ريالات لمشوار يستمر لربع ساعة.
• النظافة: المدن الأوكرانية التي زرتها نظيفة بشكل لم أتصوره.
• الأمان: لم أواجه أي مشكلة بفضل الله، ولم أرى أي حادثة سرقة أو ماشابه. والشرطة متواجدة في الأماكن السياحية بكثرة.
• قلة أو انعدام المتسولين: بالرغم من الوضع الاقتصادي المتدني للكثير من فئات الشعب، إلا أن المتسولين عددهم قليل جداً.

العيوب

• اللغة: من الصعب أن تجد من يتحدث الإنجليزية بطلاقة. في المطاعم قد تجد شخصاً أو اثنين من العاملين يعرفون بعض المفردات الإنجليزية.
• الجلافة في التعامل: أغلب الناس وجدت بهم جلافة وغلظة في التعامل، فعندما تدخل لمطعم أو مقهى قد لاتجد من يبتسم لك ويرحب بك، فضلاً عن عدم اللباقة في الحديث، وعدم الاهتمام بك.
• حديثوا عهد بفساد: حتى وقت قريب، كان من الطبيعي أن تدفع رشوة لموظف المطار لينهي اجراءاتك. وتحاول الحكومة جاهدة لتطبيق القانون ومكافحة الفساد، ولكن قد تجد بعض مظاهر عدم التقيد بالقانون، كوقوف السيارات في أماكن غير مخصصة للوقوف، وعدم استخدام سائقي التاكسي بتشغيل العداد، واستغلال عدم معرفة السياح للأسعار (طلب مني سائق تاكسي ١٠٠٠ جريفنا لتوصيلنا من المطار إلى الفندق، فطلبت سيارة من برنامج Uber، فكانت التكلفة أقل من ١٠٠ جريفنا).
• قلة السياح العرب: من النادر جداً أن تشاهد سواح عرب في أوكرانيا، وهذا يعني قلة المطاعم العربية (قد يكون قلة السياح العرب ميزة للبعض).

وبهذا انتهت رحلتي إلى جورجيا وأوكرانيا. أسأال الله أن أكون قد وفقت لنقل تجربتي.