قديماً لم تكن المياه تصل لكل منزل عن طريق الأنابيب كما هو الحال الآن، لذلك لم يكن هناك حمام (أجلكم الله) في كل منزل، بل كانت الحمامات تتواجد في الأسواق والأماكن العامة فقط. وكانت الحكومة تعين موظفاً لتنظيف الحمام والاهتمام به، ومن وظائفه أيضاً تعبئة الاباريق بالماء، وعندما يأتي شخص ليستخدم الحمام كان يأخذ أحد الاباريق الموضوعة عند المدخل معه الى الحمام.

وفي احد الايام جاء رجل مسرعاً واخذ ابريقاً بسرعة وتوجه للحمام، فصرخ الموظف به وطلب منه العودة وارجاع الابريق، فاستغرب الرجل وتجاهل الموظف، ولكن الموظف ظل يصرخ به حتى عاد الرجل للموظف، فطلب منه الموظف ارجاع الابريق الذي أخذه، واخبره بأن عليه اخذ الابريق الذي بجانبه! فأخذه الرجل وهو مستغرب، فسأله ما الفرق بين الابريق الذي ارجعه وبين الابريق الذي بجانبه؟

فأجابه الموظف: “لا يوجد فرق، ولكن لو أن كل شخص أتى واخذ ابريقاً بدون اذني، فماهي وظيفتي اذاً” !!

هناك الكثير الموظفين في عصرنا هذا من هذا النوع، يحاول تعقيد الامور وفرض سيطرته (الوهمية)، فقط ليثبت مكانته وسلطته، حتى وان كانت على ابريق ماء.

فتجد من يطلب من اثباتات ووثائق غير معقولة، بل ويتضايق عندما يجدك جاهزاً بجميع الطلبات! وإن لم يجد شيئاً يطلبه، سيخبرك أن تأتي الشهر القادم!

وينسى هذا الموظف (أو يتناسى) الصورة الكبيرة والهدف الرئيسي، وهو خدمة الناس، وليس تعقيد الامور وجعل حياة الناس أصعب.