عندما تسأل أي شخص عن شخص آخر، فإنه غالباً سيبدأ بالعيوب
لماذا نحن لا نرى سوى عيوب الآخرين فضلاً عن حسناتهم؟
جميعنا يعلم أن لا يوجد مخلوق كامل، وكلنا مؤمن بذلك وجميعنا يعلم أن لكل إنسان مزايا وعيوب، نقاط قوة ونقاط ضعف، حسنات وسيئات.
ولكننا نصر على أن نرى في أنفسنا الجانب الإيجابي .. وأحيانا نراه ايضاً فيمن نحب، ولكننا نرى الجانب السلبي في أغلب الناس من حولنا، وخصوصاً خصومنا و “أعدائنا”.
يقول الشاعر:
المرء إن كان عاقلا ورعاً أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغله عن وجع الناس كلهم وجعه
والعجيب أيضاً ، أنه لو حدث واعترف احدنا بأحد مزايا شخص آخر، فإنه سيقول لك في بداية الجملة “حتى أكون منصفاً” .. أو “الصراحة تقال”، وكأن لسان حاله يقول “من أكبر المزايا الموجودة في شخصيتي هي الإنصاف والصدق والصراحة”، وكأن الميزة التي ذكرها في الشخص الآخر هي الميزة الوحيدة في محيط العيوب الموجودة فيه.
يقول الشاعر:
لا تكشفن مساوئ الناس ما ستروا فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ولا تعب أحداً منهم بما فيكا
والأعجب من ذلك، أننا نعتقد أنه لو انتقدنا الناس، فإن ذلك تحامل علينا، أما إذا ما نحن انتقدنا الناس، فإن ذلك من الإنصاف وإحقاق الحق.
ولكني أكثر ما احترت فيه، أيدخل هذا السلوك في باب الحقد والحسد؟ أم التكبر والرياء؟
أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟
أم لا هذا ولا ذاك؟
طوبى لمن شغلته عيبوبه عن عيوب الناس
إعجابإعجاب