الخوف هي صفة موجودة في جميع البشر، ولعلها تكون في بعض الأحيان صفة حميدة تمنع الإنسان من المخاطرة بأشياء ثمينة.

ولكن عندما يزيد الخوف الى درجة أن الشخص يتوقع أن تأتيه المصيبة من من بين يديه أو من خلفة، فهذه مشكلة حقيقية.

أعرف بعض الناس الذين يضعون جوالاتهم بجانب رؤوسهم قبل النوم وقد رفعوا صوت الجرس إلى أعلى درجة، حتى يوقظهم اذا ما اتصل اي شخص، لماذا؟ لأنه يتوقع أن تحدث أي مصيبة في أي وقت .. ويشعر بأنه لابد أن يكون متواجداً في تلك المصيبة، وذلك بسبب شدة خوفهم من حدوث المصائب والكوارث!!

وأعرف بعض الأشخاص الذين إذا ركبوا الطائرة يصرون أن يجلسوا بجانب النافذة، لا ليستمتعوا بالمنظر، بل حتى يكونوا أول من يعلم في حال حدوث حادث لا سمح الله، وذلك  بسبب شدة خوفهم من حوادث الطائرات!!

وسمعت عن بعض الزوجات اللاتي يفتشن في جوالات أزواجهن وكمبيوتراتهم وجميع أغراضهم الشخصية والغير شخصية، بحثاً عن امرأة اخرى في حياتهم، وذلك بسبب خوفهم الشديد من أن “تسرقه احداهن”، .. و .. “تلعب عليه”.

نلاحظ في الكثير من جوانب حياتنا أنه لا وجود لسبب حقيقي للخوف، ولكن عندما تسيطر الهواجس على شخص ما، فإنه يرى الخطر في كل شيء، وهو لا ينتظر الخطر أن يأتيه .. بل إنه يلاحقه حيث كان!!

بصراحة لا أعلم لماذا يضحي هؤلاء بالطمأنينة والهدوء، ويبحثون عن المشاكل، مع ان هناك االكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحثنا عن الابتعاد عن الهواجس، وعدم السؤال عن أمور إن تبدى لنا تسوءنا!

بل دعانا ديننا إلى التفاؤل وحسن الظن بالله.

ليس ذلك وحسب، بل أثبتت الدراسات أن الخوف من الاصابة ببعض الأمراض تزيد من نسبة الإصابة بها!

فياترى .. هل فكرت يوماً في التخلص من “عفريتك”؟