هناك سؤال ازلي يطرحه العقل علينا، هل المال وسيلة ام غاية؟
سمعت ورأيت وقرأت عن الكثير من الناس الذين يفعلون المعجزات من اجل المال، فمنهم من يقطع رحمه، ومنهم من يضحي بأصدقائه، ومنهم حتى من يقتل من اجل المال.
الغريب في الموضوع ان هؤلاء الناس وصل بهم العمى الى درجة انهم لا يستطيعون الدخول في اعماقهم والتعرف على المبعث الحقيقي والرئيسي وراء كل افعالهم المشينة، او ربما انهم يعلمون، ولكنهم دائماً يحبون تغليفها بغلاف خارجي هش يكون شكله منطقي وقانوني اكثر، كالبحث عن الحقيقة، او السعي وراء مصالح الآخرين (ومصالحهم هي تحصيل حاصل).
سمعت ان هناك اشخاص لايملأ عينهم الا التراب كما قال صلى الله عليه وسلم، فهو لا يكفيه فقط امواله وممتلكاته، بل ينظر ايضاً الى ممتلكات غيره، ويأخذ بالسهر والبحث عن اي مدخل للاستيلاء على هذه الممتلكات، سواء كانت بالطرق قانونية، او بالاحتيال.
بل حتى انني وجدت اشخاصاً عندما يحسبون ممتلكاتهم، يحسبون معها ماسوف يرثونه عندما يتوفى احد اقاربهم، وتجدهم يحرصون على اموال الميراث ربما اكثر من اموالهم الخاصة، ويطلبون من صاحبها (الذي لم توافه المنية بعد) ان يزيد من استثماراته وودائعه، ويقلل من مصروفاته وصدقاته، لأنهم يرون ان هذه الاموال ستذهب اليهم بعد وفاة صاحب المال (وماذا لو توفي الوارث قبل الموروث ؟ ).
عندما نرى الوضع النفسي والصحي لهؤلاء الاشخاص، تجدهم غالباً قلقون، لا يستطيعون النوم بهدوء، وتجده يحاول تفسير كل كلمة قلتها او لم تقلها، وتجد لديهم الاستعداد الكامل للعراك معك على اتفه الاسباب، وتجد انه دائماً حذر ومضطرب، ولا يجد من يثق به، حتى زوجته واولاده، وينظر دائماً الى الناس بنظرة الشك والريبة.
اذن فما هي السعادة الحقيقية التي وجدوها بالمال؟
أم ان الغاية لم تكن السعادة بمفهومها الحقيقي، وكانت سعادة سطحية لا تلبث ان تنقشع بسرعة؟
ويبقى السؤال، هل السعادة تكون في المال؟ وهل المال يجلب السعادة حقاً؟
ام بإمكاننا الحصول على السعادة (التي هي مطلب الجميع) حتى لو وضعنا المال في ايدينا .. وليس في قلوبنا؟
للأسف .. كماليات الحياة و جشع التجار و ارتفاع تكاليف الحياة غيرت نظرة الناس للمال و لو ان حب المال هو عقدة البشرية منذ الأزل و لكن المشكلة تفاقمت بسبب ما ذكرته آنفاً
كل شيء في الحياة أصبح يتطلب المال
إعجابإعجاب