قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، واسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الامر- ثم تسميه بعينه – خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به.
من منا لم يصلي الاستخارة قبل أي موضوع كبير، كالحصول على وظيفة، او الزواج، ولكن هل فكرت مرة ماذا تعني صلاة الاستخارة؟
يعتقد اغلب الناس – وقد كنت منهم – ان صلاة الاستخارة تصليها اذا كنت محتاراً بين شيئيين ايها تختار، ولكن الواقع ان صلاة الاستخارة اكبر من ذلك.
قرأت للشيخ الشعراواي، يرحمه الله، عن صلاة الاستخارة، ان صلاة الاستخارة تعني انك تفوض الامر لله تعالى، فتطلب من الله انه اذا كان هذا الشيء فيه خير لك، أن ييسره لك ويجعله من نصيبك، أما اذا كان فيه شر لك، ان يبعدك عنه، ويوفقك لما فيه الخير، بالتالي تكون صلاة الاستخارة في جميع الامور، حتى لو كانت الخيار الوحيد الذي لديك.
اذا استشعرنا هذا الامر، فسنحمد الله على كل الحالات، وسنصبح مرتاحي البال في اي حال من الاحوال. فإن حصلنا على الشيء الذي نريده، فهذا من توفيق الله وفضله، وان لم نحصل عليه، فهذا من رحمة الله بنا، وحتى لو حصلنا عليه ثم ظهرت لنا مشاكل وعراقيل، فربما كانت المشاكل اكبر، ولكن من رحمة الله بنا ان خفف علينا المشاكل والعراقيل، او ربما صرفنا عن مشاكل اخرى اكبر.
من تجربتي الشخصية، كلما صليت الاستخارة وتوكلت على الله، كلما اتضحت الامور اكثر، وكلما ارتحت اكثر، للأنني متيقن ان الله لن يضيعني ابداً.